إن الناظر
إلى حال أمتنا الإسلامية اليوم والحياة التي تعيشها , ليجد أنها تعيش حياة غثائية
, حياة أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : (( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ” ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : ” بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ” ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : ” حب الدنيا ، وكراهية الموت )) .
هذه
الحياة هي التي جعلتنا أذلة بعد أن كنا أعزة , ضعفاء بعد أن كنا أقوياء , مهزومين بعد
أن كنا منتصرين , مفرقين ممزقين بعد أن كنا موحدين متلاحمين .
ولو عشنا الحياة التي
عاشها النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الخلفاء الراشدين , لتغيرت أحوالنا , واستقرت
أوطاننا , وقهرنا أعداءنا من الغرب أو الشرق , ولملكنا الدنيا بأسرها , ولدان لنا القريب
والبعيد , والعدو والصديق .
ولكي
نعيش هذه الحياة لابد لنا أن نكون مسلمين حقا ! .
قد يقول قائل : أولسنا مسلمين ؟ أقول
: بلى , نحن مسلمين لكننا لسنا مسلمين حقا , فماذا يعني إذن انتماؤنا للإسلام
؟ هل بمجرد أن يكتب على بطاقتي أو بطاقة أبي بأني مسلم أكون منتميا للإسلام ؟ هل بمجرد
أن أكون من أبوين مسلمين أو عشيرة مسلمة أكون منتميا للإسلام ؟ هل بمجرد أن أنطق الشهادتين
ولا آتي بمقتضياتهما بل آتي بما يناقضهما أكون منتميا للإسلام ؟ هل بمجرد أن أتعبد
في محراب الصلاة ولا أنقل تلك العبادة إلى محراب الحياة أكون منتميا للإسلام ؟ فماذا
إذن يعني انتمائي للإسلام ؟ .
إن انتمائي
للإسلام يعني أن أكون مسلما في عقيدتي , مسلما في عبادتي , مسلما في أخلاقي , مسلما
في أهلي وبيتي , انتمائي للإسلام يعني أن أنتصر على نفسي وأكون واثقا بأن المستقبل
لهذا الدين , انتمائي للإسلام يعني أن أعيش للإسلام .
إن حققنا
ذلك فسنخرج من الحياة الغثائية إلى الحياة التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم , وسيعود
لهذه الأمة عزها ومجدها وحضارتها وسنصبح خير أمة أخرجت للناس .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق