مدونة همسات تربويه

مدونة همسات تربويه
بكم يكتمل عالمنا

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2015

(ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم)

يذكر أحد الآباء موقفا في فترة طفولته : وهو أن والده كان يعاقبه بالحبس في غرفة البيت إذا ارتكب خطأ يستدعي ذلك وكان هو ينتحب من البكاء طوال فترة الحبس وكانت هذه العقوبة رادعة بالنسبة له , فلما كبر أراد أن يستخدم نفس العقوبة في ردع ولده الذي يبلغ من العمر 14سنة لكنه تفاجأ في ردة فعل ولده لما فتح عليه باب الغرفة , فبدلا من أن يجده منهمكا بالبكاء وجده منهمكا في استخدام الحاسب الآلي بل وجده يغازل فتاة عبر الإنترنت فغضب الأب غضبا شديدا ولم يستطع السيطرة على غضبه فقام بتحطيم جهاز الكمبيوتر ثم أحكم الحبس على ولده مرة أخرى وانصرف , وكان يتوقع أن يراه باكيا بعد تحطيم جهازه لكنه رأى خلاف ذلك لما فتح عليه باب الغرفة مرة أخرى , رءاه مستمتعا بالدردشة مع أصدقائه عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال هاتفه السيار وكأن شيئا لم يحدث حينها أدرك الأب حقيقة قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : (ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم)
منقول بتصرف من إحدى محاضرات الدكتور/ جاسم المطوع

الخميس، 3 سبتمبر 2015

بابا أعتقد أني لا أساوي كثيراً

"رأى ولد صغير أباه يلمع سيارته, فسأله قائلا : بابا إن سيارتك تساوي الكثير , أليس كذلك؟
فأجابه الأب : أجل , وهي تساوي أكثر إذا اعتنينا بها فعندما نبيعها تحرز ثمناً أغلى .
فأطرق الصبي لحظة ثم قال: بابا أعتقد أنني لا أساوي كثيراً"
هذا لسان حال كل طفل لا يعتني به أبواه ولا يخصصا له وقتاً لإشباع حاجته إلى التقدير والاهتمام .
إن الثقة بالنفس والشعور بالقيمة الذاتية هما أمران أساسيان لتشكيل الشخصية المتكاملة للطفل , ولا يتم ذلك أبدا إذا كان ينتابه شعور بقلة وضآلة قيمته , لذلك نجد أن الطفل كثيراً ما يلجأ إلى سلوكيات عديدة تكون أحياناً مزعجة للأسرة , والدافع الأساسي إليها هو أن يلاحظه المحيطون به , وأن يعترفوا بكونه شخصاً مستقلاً له كيانه وقيمته الخاصة به .
فعلى الوالدين أن يشعرا ولدهما بأهميته وقدره عندهما ؛ حتى يشبعا هذه الغريزة - أي غريزة التقدير والاهتمام - التي خلقها الله فيه , وبالتالي يكونا قد قاما بحماية سلوك ولدهما من الانحراف .

الأربعاء، 2 سبتمبر 2015

ماذا يعني انتمائي للإسلام

إن الناظر إلى حال أمتنا الإسلامية اليوم والحياة التي تعيشها , ليجد أنها تعيش حياة غثائية , حياة أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم حين قال : (( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ” ، فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ ؟ قال : ” بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ” ، فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال : ” حب الدنيا ، وكراهية الموت )) .
هذه الحياة هي التي جعلتنا أذلة بعد أن كنا أعزة , ضعفاء بعد أن كنا أقوياء , مهزومين بعد أن كنا منتصرين , مفرقين ممزقين بعد أن كنا موحدين متلاحمين .
ولو عشنا الحياة التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الخلفاء الراشدين , لتغيرت أحوالنا , واستقرت أوطاننا , وقهرنا أعداءنا من الغرب أو الشرق , ولملكنا الدنيا بأسرها , ولدان لنا القريب والبعيد , والعدو والصديق .
ولكي نعيش هذه الحياة لابد لنا أن نكون مسلمين حقا ! .
قد يقول قائل : أولسنا مسلمين ؟ أقول : بلى , نحن مسلمين لكننا لسنا مسلمين حقا , فماذا يعني إذن انتماؤنا للإسلام ؟ هل بمجرد أن يكتب على بطاقتي أو بطاقة أبي بأني مسلم أكون منتميا للإسلام ؟ هل بمجرد أن أكون من أبوين مسلمين أو عشيرة مسلمة أكون منتميا للإسلام ؟ هل بمجرد أن أنطق الشهادتين ولا آتي بمقتضياتهما بل آتي بما يناقضهما أكون منتميا للإسلام ؟ هل بمجرد أن أتعبد في محراب الصلاة ولا أنقل تلك العبادة إلى محراب الحياة أكون منتميا للإسلام ؟ فماذا إذن يعني انتمائي للإسلام ؟ .
إن انتمائي للإسلام يعني أن أكون مسلما في عقيدتي , مسلما في عبادتي , مسلما في أخلاقي , مسلما في أهلي وبيتي , انتمائي للإسلام يعني أن أنتصر على نفسي وأكون واثقا بأن المستقبل لهذا الدين , انتمائي للإسلام يعني أن أعيش للإسلام .

إن حققنا ذلك فسنخرج من الحياة الغثائية إلى الحياة التي عاشها النبي صلى الله عليه وسلم , وسيعود لهذه الأمة عزها ومجدها وحضارتها وسنصبح خير أمة أخرجت للناس .