إن الناظر إلى حال أمتنا اليوم , وما تعيشه من تدهور حضاري , وتمزق مجتمعي
, وتفكك أسري , وأزمة أخلاقية تقتضي عدم تقبل الآخر على مستوى الأمم والفرق
والجماعات والأحزاب, وما نعانيه من فساد اقتصادي , وجفاء اجتماعي , ونفاق سياسي ,
وتشوه فكري , وتخلف حضاري , ليدرك جيدا أن السبب الحقيقي في ذلك كله هو سوء
تربيتنا لأولادنا , وأن الأزمة الحقيقية التي تعيشها الأمة هي أزمة تربوية , وأن
المسئول الأول عن ذلك كله هو الوالدان , فبأيديهما تدمير الأمة من خلال تدمير
الأسرة, وبأيديهما النهوض بالأمة والارتقاء بها من خلال تربية أولادهما على
العقيدة السليمة , والأخلاق الحسنة , والقيم النبيلة , والصفات الجميلة , فإذا
تربى أولادك - أخي المربي - على ذلك فإنهم سيساهمون في بناء هذه الأمة , بل
سيصبحون أدوات بناء فيها , وسيكونون صمام أمان لهذا المجتمع يحول دون تدهوره
وتقهقره وانحلاله , وبالتالي ستعود لهذه الأمة مجدها وحضارتها وسؤددها , وسيصدق
عليها قول الحق تبارك وتعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ
} .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق